سجينة الليل مشرفه عامه
عدد الرسائل : 81 تاريخ التسجيل : 17/11/2007
| موضوع: فجعت قلبي 5 الثلاثاء نوفمبر 20, 2007 12:42 am | |
| الحلقة الخامسة
بكرة حفلتنا انا و بسام ....
الليلة آخر ليلة لي .... بنت وحيدة ... من بكرة ، رح أصير ( خطيبة بسام ) ... كانت الساعة 2 بعد نصف الليل .... هذا الهاجس ما خلاني أعرف أنام ، حاولت أبعد الفكرة عن بالي باي طريقة ، و فشلت ... هاجس ثاني ، خلاني أراجع في ملاحظات سلطان لي ، و أقراها وحدة ورا الثانية ... كأنها قراءة وداع ... و بايدي ، ( السبحة الفضية ) ... يشهد و يتابع معي ... كلمة كلمة ...
ثنتين بعز الليل ، طلعت برى الحوش ...
مشيت بالحديقة شوي ... و رحت لعند ( الأرجوحة ) جنب النافورة الصغيرة ، و جلست عليها .... و تأرجحت .... ثنتين نص الليل ، فيما الناس كلها نايمة ، إلا أصحاب الآهات المحرومين ... أنا أتأرجح ببطء على أرجوحة الزمن ... و اسمع خرير الماء من النافورة اللي جنبي ... و اتحسس النسمات الخفيفة الباردة ، تلفح بوجهي ... و تحمل معها ، شذى الورود الخلابة .... اللي تملي الحديقة .... غمضت عيني ، و حسيت باسترخاء .... شذني صوت الماء ... فتحت عيني ... لفيت اطالع النافورة .... و بلحظة ... حسيت بشحنة كهربية تسري بجسمي ... لما طاحت أنظاري على انعكاس صورة وجهي ... في قلب صورة وجه القمر ... على صفحة الماء ... جفلت ، توقفت عن التأرجح ... تصلبت أطرافي ... بحركة تلقائية ، رفعت عيني فوق ... للسماء السوداء المظلمة ... اطالع جمال و أبهة البدر المكتمل ... و نوره الساطع ...
وقفت اللقطة عند هالحد ... مرت لحظات ، و أنا جامدة مثل التمثال ... و راسي مرفوع لفوق و عيني تحدق في القمر ... و السكون يعم الأجواء ، إلا من خرير ماء النافورة ، و نسمات الهواء الحايرة ....
حسيت ببلل على وجهي ، معقولة ماء النافورة صعد لوجهي ؟
رفعت إيدي ، و عيني ما زالت تحدق بالقمر باستسلام تام لسحره و ذكرياته ... و تحسست الدموع اللي انسابت على وجهي دون تحس عيني بحرارتها ....
(( نلتقي كل نصف شهر احنا و القمر ... ))
سلطان ....
ضغطت على السبحة اللي بيدي ... كأني أحاول أمسك الذكرى ، لا ترجع للورا ...
ما عدت اشوف القمر ... اختفى .... رغم كل النور اللي يصدر منه .... رغم كل الجمال و العظمة اللي تحيط به ... ما عدت اشوفه .... سلطان العسل ... شاله من عرشه ... و جلس مكانه .... صرت أشوف صورة سلطان ... و بدل خرير الماء ، صرت أسمع صوت سلطان .... و بدل أنسام الهواء ، صرت أحس أنفاس سلطان .... و بدل أريج الورود ، صرت أشم .... عطر سلطان ...
بدت الدنيا تلف بي ، و الأرجوحة واقفة .... و الذكريات تتقلب بخيالي ... و المواقف تتسابق و تصطدم ببعضها البعض .... من غير تنظيم ...
تواعدنا أنا ، و حبيبي سلطان ... نلتقي نصف كل شهر مع القمر .... تواعدنا ... نظل نتأمل القمر ... و كل ٍ يتخيل وجه الثاني بوجهه ... تواعدنا ... نرسل مشاعرنا الدافية عبر القمر .... أنا من صوب ، و هو من صوب ... المسافة كانت تفصل بيننا ، مع ذلك ، كنا نقدر نشوف شي واحد مشترك ، بنفس اللحظة ... القمر ....
(( أنا طالع أتأمل القمر يا قمره ، نلتقي )) كنا نلتقي بالوهم ... بالخيال ... أرواح بدون أجساد ... مشاعر بدون حواس ... هناك ... عند القمر ... نصف كل شهر ....
و مرت الشهور ...... و غاب الحبيب ، غيبة ما بعدها ظهور ... و ظليت أنا و القمر وحدنا ... صرت اناظر في القمر و ما أشوف إلا ( العسل ) ما أحس بالوجه اللي يا ما بلله الدمع يا ها لحظة قـّـلبت ذكرى العذاب اللي انغسل لما وجهي بوجه البدر و و جه الحبيب انجمع جاي تشمت بي ؟ و الا جاي تشهد وحدتي ؟ يا القمر ولـّـي و خلني بحالي خلني بغربتي خلني اخفي ندوب الزمن ، خلني اداري دمعتي ما بقيت الا انت تشمت بي و تفضح شيبتي شاب شعري من عذاب الحب ، و ما هو من كـِـبَـر داري انت بعمري و انت تمر علينا ، كل شهر ذقت حرقة و ذقت فرقة و ذقت آهااات و قهر كل اصناف العذاب ، لين ملا الشيب الشعر
جيت له و صوب السما ، رفـّـعت يديني للجليل يا الله يا راد البدر و سط السما نص كل شهر قادر ترجع حبيبي لو يمر عمر ٍ طويل رده يا ربي عليا ّ ، نـوْر قلبي و النظر
يا بعيد النول أبعد ، من نجم و الا سراب يا سبب حزني و همي و اكتئابي و العذاب راد لي انطرك و الا ، ما تفكر في الإياب ؟ رد علي ، ايه و الا لا ؟ و الا صعب حتى الجواب ؟؟؟
.... ســـلـــطـــاااااان ....
سلطان !
انتبه لي ، و التفت لي ، و ارتسمت الدهشة على وجهه ، بس ما تقارن بالدهشة اللي كانت مرسومة على وجهي أنا ....
- شوق !!؟؟
- وش جالس تسوي ؟؟؟
- وش مصحيك انت ِ ؟
- أنا كنت جالسة أذاكر ، نمت على المكتب و لا دريت بحالي ! صحيت و جيت ابي اصك النافذة و لمحتك ... !
تنهد أخوي سلطان ... و عرفت أن فيه شي ، بالأحرى ، عرفت وش فيه ...
- أنت بخير ؟ - إيه بخير ، بس حبيت اشم شوية هواء ... يشم شوية هواء الساعة ثنتين عز الليل ؟؟
قبل ساعة أنا فتحت النافذة ابي شوية هواء ، ما كان هو موجود بالحوش ، جلست عند مكتبي و قرأت لين غلبني النعاس و نمت بلا شعور ...
أنسام الهواء الباردة هي اللي صحتني ، و لما جيت اصك النافذة ، لمحت أخوي سلطان واقف بالحوش يناظر القمر ... و الله اللي يشوفه يفكره جالس يتكلم معه ! بصراحة خوفني أول ما شفته ، بس بعدها حسيت بقلق عليه ...
سلطان من كم ليلة ما هو طبيعي ... يتأخر بالعمل كثير ، دوم شارذ ، و كأنه مهموم ... و أكيد منال و البقية لاحظوا ذا الشي مثلي ... - الجو بارد ! - نعم ، روحي نامي احسن يا شوق
- و أنت ؟
- جاي ...
- باحاول اقرا لي صفحتين ينفعوني بالامتحان ! - ما هو وقت مذاكرة الآن يا شوق ! خليها لبكرة - بكرة رح انزحم ! تدري ! الحفلة تبدأ ثمان و رح انشغل طول النهار استعد لها !
يا ليتني ما قلت ... ما ادري هو كان ناسي و أنا ذكرته ؟ و الا فاكر و أنا قلبت عليه الذكرى ؟؟؟
سلطان وجهه تغير ، حتى وسط ذاك الظلام ، نور البدر سمح لي أشوف تعابيره تنعفس ... و خصوصا ، لما رفع بصره للقمر بعد ما سمعني ، كأنه يستشهده علي !
أخوي سلطان هو أغلى انسان عندي بالدنيا ، و ما لي غيره ... أحزن لما أشوفه متضايق ، و أنا اعرف السبب ، و لا اقدر أسوي شي ...
أنا ما سمعته يقول لها ( أحبك ) ذاك اليوم ، مثل ما سمعتها تقول له ، لكني شفتها مكتوبة ، على ورقة من الاوراق اللي تبعثرت من فوق المكتب ... ( قمره ، أنا أحبك )
بكرة ... تتملـّـك تمر حنا لواحد ثاني ... و سلطان ... الليلة ... ما رح ينام ....
- تصبحي على خير ... قالها بعد ما نزّ ل عينه عن القمر ، و دون ما ينظر لي ... و راح ...
- و انت من أهله اخوي ... | |
|