سجينة الليل مشرفه عامه
عدد الرسائل : 81 تاريخ التسجيل : 17/11/2007
| موضوع: فجعت قلبي 2 الثلاثاء نوفمبر 20, 2007 12:28 am | |
| الحلقة الثانية ..
~ لا تكابر ! ~
طرقت الباب ، و دخلت . شفت (سلطان) واقف عند النافذة ما ادري وش يراقب ؟ سلّمت عليه و ما رد علي . رفعت صوتي :
- إحـم إحـم ! أقـول : العوافي يا طويل العمر !
انتبه لي ، و رد علي دون يلتفت صوبي
- هلا ياسر ...
من نبرة صوته ، حسيت أنه به شي . سألت :
- خير ...؟ كأنك تعبان أو متضايق ؟
ما رد علي ، و هذا اللي أكّد لي أن به شي . قلت يمكن ما يبي يقول لي ، اجل ندخل في موضوع الشغل .
- بغيت نراجع البنود للمرة الأخيرة قبل الاجتماع .
- الحين يا ياسر ؟ ما له داعي .
- عجب ! أنت اللي قايل لي أمس !
- خلاص ياسر . احضر الاجتماع وحدك و بالنيابة عني ، و الا أقول ، أجله الى بكرة .
تفاجأت ! أمس كنا حضّرنا كل شي ، و هذه أول مرة يقول لي فيها أجّل ! الرجّال مو طبيعي . كان واضح عليه أنه ضايق الصدر ... رديت سألته مرة ثانية :
- فيه شي سلطان ؟ ما انت طبيعي . قل لي يا أخوي . توني مخليك عال العال قبل ساعة ! وش صار ؟؟؟
- ما فيه شي يا ياسر ، ما ودي أحضر اجتماع الحين .
- أنا مو تايه عنك يا سلطان ! مو تونا نعرف بعض . قل لي يمكن ترتاح ؟ أنا قريبك و صديقك و زميلك في الدراسة و العمل و أقرب الناس لك . و الا ( الأحباب ) نسوك الأصحاب ؟؟؟
فجأة ، إلا و وجه الرجّال منعفس علي ، و ضرب بإيده على النافذة و زين ما كسرها . كأن الجملة اللي قلتها صابت الهدف بالضبط .
سكت عنه لحظة ، أعرف سلطان ، مو من النوع اللي يعصّب بسهوله ، و مو أي شي يقدر يأثر عليه. (أشياء معينة) ممكن تخليه بهذه الحالة ....
- قمر ...
قلت الاسم ، ودي اختبر ردة الفعل ، و ما اخطيت الهدف . بس سمعني لف راسه فجاة صوبي و خزني بنظرة اعرفها زين . قدرت اشوف بعيونه كلام كثير مكبوت ... و قدرت أشوف يدينه و هي ينقبض بقوّه و عصبية كأنه يحاول يمسك نفسه عن الانهيار ... لكنه ، ما قدر ...
على الكنبه اللي كانت جنبه ، ارتمى بانهيار ، و رفع راسه و غمض عينه و أخذ نفس طويل ... و طلع بتنهيده مريرة ...
سمحت لنفسي ، بعدما تراخت اعصابه المشدودة شوي ، اني أسأل :
- وش جد ؟
ما تردد كثير ، و نطق و قال :
- كانت هنا .
اندهشت ! و سألته باستغراب :
- متى ؟؟؟
- قبل ما أنت تجي بشوي .
- و ... ايش صار ؟
- جت ... تقل لي ... فيه واحد خطبها .
مرّت لحظة صمت ، هالمرّة ما سألت ، هو قال بفسه :
- بسّام قريبها ، اللي تعرفه .
- آه ، بسّام . و الله و النعم فيه .
- رجّال طيب و أخلاقه ممتازة ، و يستاهل كل خير .... بس ... ... ما يستاهلها ...
يمكن قال الجملة دون يحس ؟ حبيت اتأكّد ، و كرّرت :
- ما يستاهلها ؟؟؟
- لا ما يستاهلها . قمرة ... بنت جامعية و ثقافتها عالية ، بسّام ... انسان بسيط ... ما فيه تناسب بينهم . ما تستاهل واحد مثله ، و لا هو يستاهلها ...
- من يستاهلها أجل ؟؟؟
طلع هذا السؤال عفويا من لساني ، و ما ظنّيته رح يجاوب ، لكنه قال :
- واحد ... عالي الثقافة و المركز الاجتماعي ، ذكي ... واسع المدارك ، واسع التفكير ... يقدر يفهمها... انسان عنده طموح ... عنده شخصية أقوى و أرقى ...
- مثلي يعني ؟
قلتها بمزحة ، بس شكلها طلعت غلط ! لأن صاحبنا رماني بنظرة توعّد و تهديد ! حبيت ألطّف الجو ، بس الظاهر عكّرته بزيادة ، قلت :
- فيني كل الصفات اللي قلت عليها ! و انت تعرفني زين ! وش رايك ؟ ما أصلح ؟
و الله كان قصدي مزح ، بس سلطان و هو بوضعه الحالي ، ما بلعها ، صاح بوجهي :
- ياسر خلنا من سخافاتك ذي الساعة ، مو ناقصك أنت بعد .
بصراحة الكلمة جرحتني . هذا جزاي اللي أحاول أخفف عنه . قلت بجدية :
- وش فيني أنا ما يعجبك ؟
- أنت آخر واحد ممكن أسمح أنه يكون زوج لقمر .
هذه عاد كانت قوية و ما تحمّلتها ، كأنه يهزّئني الرجّال ؟؟؟ ما سكتّ عنه :
- و انت وش دخلك ؟ تسمح و الا ما تسمح ؟؟؟
ما عرف يجاوب ، ما عنده أصلا جواب . و لا له حق يتدخل . انتهزت فرصة صمته و قلت :
- هذه حياتها الخاصة و هي حرة تتزوج اللي تبيه . و اظن بسّام خوش آدمي ، و قلبه طيّب و لا به غرور ، و أكيد رح يسعدها و الله يهنيهم مع بعض .
- ياسر ، ممكن ترجع مكتبك ؟
كأنها طردة ؟ مو صح هذه طردة ؟ انتوا فهمتوها طردة ؟؟؟ .. ما تزحزحت من مكاني ، كأنّي ما استوعبت الجملة ، رد يقول و هو يضغط على كلامه :
- يــاســر أقـول مـمـكـن تـرجـع مـكـتـبـك ؟؟؟ و أجل الاجتماع إلى بكرة . مـمـكـن ؟
ناظرته لحظة ، و بعدها عطيته ظهري ، و مشيت . بس كان فيني كلمة غاصّة ببلعومي ما قدرت إلا أطلّعها. فتحت الباب ، و قبل ما أطلع وقفت لحظة ، و لفيت صوبه ، و قلت :
- عارف إش مشكلتك يا سلطان ؟
إنك الى الآن مازلت معتقد أن قمر لك . مو قادر تتقبل أنها تصير لغيرك . مشكلتك يا سلطان ، أنك تحبها و ما انت راضي تعترف لنفسك . لا تكابر ...
- ياسر ...!!!
- لا تكابر ...
و طلعت ، و سكّرت الباب | |
|